فرقة”بساطة” المصرية تقدم غناء يعبر عن الاختلاف

995741_10151469224302554_462838894_nفرقة بساطة هم مجموعة شباب مصريين اتخذوا من بساطة الكلمات والألحان طريقهم للتعبير عن أحلام وآمال بسيطة للشباب العربي ، رافعين عند تأسيس الفرقة شعارين “مزيكا وغنا من هنا” و” هنغني للحب الحاجات التانية”.

مؤسس فرقة “بساطة” هو الفنان التشكيلي والموسيقار نبيل لحود رحمه الله فى يناير من سنة 2009 م ، يتكون الفريق من ثمانية اعضاء يعزفون ويغنون اغاني الفرقة هم نبيل لحود ، وابنته ماريز ، و ايهاب عبدالواحد ، و ايهاب سمير ، و امير سمير ، و مايكل فؤاد،و رائد سيكا و هاني سيكا ، أصوات مدربة ،جميلة ،ودافئة قريبة من القلب ، ومريحة للاذن.

وكانت بداية حفلاتهم الأولى في ابريل من سنة 2009 بساقية الصاوي ، لتساهم الشبكات الاجتماعية كالفيسبوك واليوتيوب وغيرها فى انتشار اغانى واعمال هذه الفرقة التى تقدم توليفة موسيقية مميزة، بمزجهم بين الآلات الشرقية كالعود و الرق والطبلة، بالآلات الغربية كالجيتارات، و بالموسيقى الكلاسيكية كالتشيلو .

وغناء كلمات مختلفة عن السائد فى الغناء التجاري بالعالم العربى ، كلمات تحمل معان عميقة بشكل بسيط وشديد التكثيف في نفس الوقت ، إذ التفت مؤسس واعضاء “بساطة “إلي غناء الموضوعات البعيدة عن الحب والهجر والفراق ، التى تستحوذ على معظم الغناءالعربي،فتنوعت الموضوعات فى اغانيهم ما بين الحديث عن الوطن ، وحول ذكريات الطفولة ، والغناء للحرية وكسر القيود.

ويقول مؤسس الفرقة نبيل لحود رحمه الله عن ذلك :” هناك موضوعات كثيرة تهم الناس لكن لا أحد يتناولها، فنحن في محاولة تقديم مشروع ثقافي، شاركنا فيه مجموعة من الشعراء الأصدقاء”.

وتقدم فرقة “بساطة” موسيقاها عبر فكرتين الأولي الانتماء لوطن ، والثانية هي الاختلاف عن السائد فى الغناء.

ويوجد فى رصيد الفرقة مجموعة من الاغاني الجميلة منها “كذاب وهتجوز ، حالنا حال ، قدام مدرستي ، الفجر ، الليل ، يا مصر عايزة الحق ، احنا بندن فى مالطا” .

وشارك فى كتابة كلمات اغانيهم مجموعة من الشعراء الشباب ممن اختاروا الابتعاد عن المعتاد ، من بين تلك الاسماء : اسلام حامد ومحمد سرحان وسامي الرفاعي وسالم الشهباني وهشام الجخ، كما كان لعدد من الشعراء الكبار أمثال أحمد فؤاد نجم وأحمد رامي ومن رباعيات الخيام نصيب فى غناء كلماتهم ، وكان اول اغانيهم المصورة على طريقة الفيديو كليب لاغنية(المولد 2010) ، وقد حققت الفرقة نجاحات كبيرة فى الحفلات التى اقامتها فى الداخل والخارج .

كانت اعمال هذه الفرقة الجميلة بأغانيها المميزة من بين الانتاجات الموسيقية التى اتاح الانترنت فرصة التعرف علي مشروعهم الموسيقي والغنائي المختلف، وكانت اكثر اغانيهم تفضيلا بالنسبة إلي اغنية “ايام زمان” غناء ماريز نبيل لحود ، واستعمُلت كمقدمة مسلسل (حنان وحنين)بطولة عمر الشريف ، و اغنية “كلمة حق،إحنا بندن فى مالطة” وهي من كلمات الشاعر: كمال كامل ، ألحان: إيهاب عبد الواحد .

ستحتفل الفرقة في السابع عشر من أبريل القادم بعيد ميلادها السابع ، فكل عام وهم مكللين بالمزيد من النجاحات .

يوميات صنع الله في سجن الواحات…

5948600يتناول نصر الله ابراهيم فى كتاب “يوميات الواحات” تجربة الشيوعيين المصريين في المعتقلات بعد 23 يوليو ، بالإضافة لاستعراض بدايات تجارب الكتابة لديه بتلك الفترة من حياته ، يتحدث عن نشأته وأسرته بشكل مختصر ومركز مبينا ً دور والده فى زرع بذرة التمرد على الواقع بمصر فى عقد الأربعينات ، ثم عن دخوله الجامعة ، والمشاركات الأولى فى الأنشطة الثقافية والسياسة الحزبية ، بالإضافة للمرات الأولى لاعتقالات بمراكز الشرطة قبل أن ينتمى الى الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني (حدتو)، احد الأحزاب الشيوعية قبل أن يدخل معقل الواحات فى العام 1959م ، إذ بدأ نظام الحكم فى تلك الاعوام بحل التنظيمات للأبقاء على تنظيم واحد يسهل السيطرة عليه ، لهذا دخل ابراهيم صنع الله مع الكثير من المثقفين والأكاديميين والنشطاء و زعماء النقابات العمالية ، و الشخصيات الحزبية الى ذلك المعتقل سىء السمعة ، وذلك لاجبارهم على حل تنظيماتهم ، و الحاقهم بالعمل فى الاتحاد الأشتراكى ، والتنظيم الطليعى ، وهما من تنظيمات النظام الخاضعات لمراقبته وسيطرته عليها.

فى القسم الخاص باليوميات المدونة على أوراق أكياس الاسمنت ، والأرز ، وورق لف السجائر ، على ذلك الورق المكتوب بحبر الميكركروم سنتعرف على تجربته الكتابية ، واعماله الروائية وقصصه القصيرة ، و ملاحظاته على كتب ومؤلفين قرأ اعمالهم بتلك الفترة الصعبة من حياة صنع الله بداخل المعتقل ، عن طريق تهريب تلك الكتب وتبادلها مع رفقاء السجن .

هذه اليوميات تضم أسماء الكثير من الاعمال الروائية المولودة بالسجن كرواية الشمندورة للروائى النوبى “محمود قاسم” أو قصائد الشاعر فؤاد حداد ، أو رواية المتمردون للكاتب صلاح حافظ والتى تحولت لفيلم من أخراج توفيق صالح . كما سنقرأ حول الكثير من الاسماء الثقافية والأدبية والفكرية من تيارات مختلفة ، وسنتعرف على أساليب المعتقلين فى تهريب أوراقهم وكتاباتهم خارج السجن ، عن ايصال الأخبار والرسائل لأهاليهم ، عن تفاصيل المعيشة والحياة وسط بيئة صحراوية صعبة ، وظروف شديدة القسوة ، لاتضاهيها سوى شراسة وقساوة القائمين على ذلك المكان من سجانين و ضباط وموظفين .

هذه الكتاب شهادة تاريخية مهمة على وحشية الأنظمة القمعية فى الدول العربية ، بالإضافة لرصدها لتطورات الأساليب البوليسية فهو أى نصر الله يشير لحقوق المعتقلين فى الحصول على راديو وكتب وأوراق واقلام فى السجن ايام المملكة المصرية ، فى حين حُرموا من أبسط الحقوق أى تناول طعام نظيف ، ومكان نظيف و ايصال الرسائل والاخبار لأسرهم ايام الجمهوريات العسكرية العربية .
كتاب لا يقُرأ للتسلية ، بل لتعرف على ماوراء الشعارات الرنانة التى ترفعها الأنظمة العربية منذ حوالى ستة عقود